سورة الأعراف - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأعراف)


        


يعني كم من قرية ركنوا إلى الغفلة، واغتروا بطول المهلة؛ باتوا في (خَفْضِ) الدعة وأصبحوا وقد صادقتهم البلايا بغتة، وأدركتهم القضيةُ فجأة، فلا بلاء كُشِف عنهم، ولا دعاءَ سُمِع لهم، ولا فرار نَفَعَهم، ولا صريخ أنقذهم. فما زالوا يفزعون إلى الابتهال، ويصيحون: الويل! ويدعون إلى كشف الضر، ويبكون من مسِّ السوء؟! بادوا وكأنه لا عين ولا أثر، ولا لأحدٍ منهم (خبر). تلك سُنَّة الله في الذين خَلَوْا من الكافرين، وعادته في الماضين من الماردين.


{فلنسألن الذين أرسل إليهم} سوال تعنيف وتعذيب.
{ولنسألن المرسلين} سؤال تشريف وتقريب.
{فلنسألن الذين أرسل إليهم} عن القبول فيتقنَّعون بذل الخجل.
{ولنسألن المرسلين} عن البلاغ فيتكلمون ببيان الهيبة، فالكلُّ بِسِمةِ العبودية والتوقير، والحقُّ بنعت الكبرياء والتقدير.


فلنخبرنهم يومَ الفضلِ ما هو عليه اليوم، ونوقفهم على ما أسلفوه، ونقيمنهم في مقام الصَّغَارِ ومحل الخزي، وسيعلمون أنه لم يَغِبْ عن علمنا صغير ولا كبير.
ويقال أجرى الحقُّ- سبحانه- سُنَّتَه بتخويف العباد بعلمه مرة كما خوَّفهم بعقوبته تارة؛ فقال تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا} [البقرة: 48] يعني العذاب الواقع في ذلك اليوم، وقال في موضع آخر: {ويحذِّركم الله نفسه} [آل عمران: 28] وهذا أبلغ في التخويف، وقال: {أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللهَ يَرَى} [العلق: 14].

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8